أعرب الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي عن رغبته في إخراج الجنود الفرنسيين من بلاده، مؤكداً أن وجود القوات الفرنسية “لا يتوافق مع مفهوم السيادة والاستقلال” بالنسبة للسنغال.
وفي مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية، أكد فاي أن بلاده لن تحتاج لوجود أي قاعدة عسكرية أجنبية على أراضيها، مشيراً إلى أن السنغال تتعاون مع دول مثل الولايات المتحدة والصين وتركيا، دون أن تستضيف أي قواعد عسكرية.
وأضاف فاي أنه “قريباً لن يكون هناك أي جندي فرنسي في السنغال”، مشدداً على ضرورة احترام سيادة بلاده وعدم استمرار التواجد العسكري الفرنسي في ظل تحولات إقليمية ودولية كبيرة.
وأكد أنه لن يتم إخراج الجنود الفرنسيين على الفور، ولكن سيتم التحرك في هذا الاتجاه “بالتدرج وباحترام”، دون تسرع أو ضغوط.
وفيما يتعلق بالعلاقات التاريخية مع فرنسا، استذكر فاي “مذبحة تياروي” التي جرت عام 1944، والتي قتل خلالها الجنود الفرنسيون مئات من الرماة السنغاليين بسبب مطالبتهم بحقوقهم.
وأشار إلى أن فرنسا اعترفت أخيرًا بمسؤوليتها عن هذه المجزرة، ووصف الخطوة بأنها “شجاعة”، لكن فاي اعتبرها “غير كافية”. ودعا الرئيس السنغالي إلى إحياء ذكرى المجزرة بمشاركة زعماء أفارقة، مشدداً على أن “هذه المأساة هي مأساة كل الأفارقة”.
منذ انتخابه رئيسًا للسنغال في أبريل 2024، توقع البعض أن تشهد العلاقات مع فرنسا بعض التوترات، خاصة بعد الانتقادات التي وجهها رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب دعمه للرئيس السابق ماكي سال. في هذا السياق،
قال فاي: “السنغال ليست حكراً على أي قوة أجنبية”، مشيراً إلى أنه يعمل على إعادة التوازن للعلاقة مع فرنسا بينما يواصل تعزيز شراكات متنوعة مع دول أخرى.
وفيما يخص العلاقات مع روسيا، أكد فاي أن السنغال تحتفظ بتعاون تاريخي مع روسيا، معتبراً أن “ما يهمنا هو أن تحترم روسيا سيادتنا ومعاييرنا الاجتماعية”، موضحًا أن السنغال تتبنى سياسة الحياد التي تتيح لها فتح قنوات التعاون مع مختلف الدول دون تحيز.
والجمعة أعلنت تشاد إلغاء اتفاقية التعاون الدفاعي مع فرنسا، وشدّدت على أنّه حان الوقت لكي تفرض سيادتها بشكل كامل بعد أكثر من ستة عقود من الاستقلال.
أعلن وزير الخارجية التشادي “عبد الرحمن كلام الله” أن بلاده ألغت اتفاقيات التعاون الأمني والدفاعي مع فرنسا، بعد ساعات قليلة على زيارة نظيره الفرنسي “جان-نويل بارو” لنجامينا.