أعلن قادة عسكريون بالجيش السوداني يوم أمس عن تحرير مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، من قبضة قوات الدعم السريع التي سيطرت عليها في أواخر /يونيو الماضي.
وكشفت مصادر محلية إن قوات الجيش استعادت السيطرة على حامية المدينة عقب العبور بجسر ود العيس، في الوقت الذي قامت فيه القوات بتطهير الأحياء الطرفية من العناصر المتبقية من قوات الدعم السريع. وأعلن قائد قوات العمل الخاص المساندة للجيش السوداني بمحور سنار فتح العليم الشوبلي “عودة سنجة إلى حضن .
واعتبر مراقبون ومحللون سياسيون إن سيطرة الجيش السوداني على مدينة سنجة المدينة الاستراتيجية وعاصمة ولاية سنار يعتبر مقدمة لفتوحات عسكرية قادمة .
وكشف القائد الميداني حسن احمد احد المشاركين في متحرك تحرير مدينة من خلال حديثه لموقع (تسامح نيوز) إن قواتهم تمكنت من السيطرة على المدينة بأقل الخسائر مع تكبيد العدو لخسائر فادحة في العتاد والأرواح ، وكشف من جانبه عن تحرك قواتهم من مدينة الدندر منذ صبيحة يوم الاربعاء الموافق ٢١/نوفمبر/٢٠٢٤م من كبري ثمانية الذي يبعد حوالي ثمانية كيلومن مدينة سنجة وفي اتجاه مدينة والعريس المحازية لسنجة في اتجاه النيل الازرق بعد ارتكز قواتهم في كبري ثمانية حيث دارت معركة شرسة في اليوم الاول الموافق يوم الاربعاء حيث تمكنت القوات المسلحة من دحر العدو وحرق ثمانية عربات وعدد اربعة عربات قتالية في محور كبري البزانة.
ويضيف القائد حسن في حديثه إن قواتهم واصلت ارتكازها في كبري ثمانية لليوم الثاني قبل هجوم مليشيا الدعم السريع عليها في محاولة للألتفاف ولكن بعزيمة الرجال تم دحرهم وتم صدهم وتمكنت القوات المسلحة من الاستيلاء على عدد خمسين موتر وعربتان صمدت من خلالها قوات الشعب المسلحة صمود الابطال ومن ثمة توجهت القوات المسلحة نحو حلة يوسف التي تبعد حوالي ثلاث كيلو من مدينة سنجة وبعدها تمكنت قوات العمل الخاص من الدخول الى مدينة سنجة في مساء يوم الخميس من المحور الغربي في اتجاه قرية الرماش ومكثت داخل المدينة حتى يوم الجمعة مع تمشيطها لكل احياء المدينة والقرى المجاورة لها ومن ثم كانت المعركة الفاصلة في كبري العريس في معركة صمدت فيها القوات المسلحة واخرجت فيها المليشيا كل ما لديها بعد ان نصبت المليشيا مدافعها وقناصيها حول المباني والاشجار داخل المدينة ولكنها رغم كل ذلك تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري حيث سيطرت القوات المسلحة سيطرة كاملة على المدينة يوم الجمعة الساعة الرابعة عصرا ، وفي قيادة الفرقة زرعت المليشيا الالغام حتى تعرقل اي عملية تقدم الا ان الفنيين والمهندسين في القوات المسلحة تمكنوا من نزع الالغام وتمكين قواتنا من دخول مقر الفرقة وأمانة الحكومة وفي تلك اللحظة اعلنت غرفة السيطرة والقيادة تحرير مدينة سنجة تحريرا كاملا من مليشيا الدعم السريع وكانت المحصلة النهائية خسائر في الارواح في صفوف العدو بالإضافة إلى متحركات و اسلحة ثقيلة من ثنائي ورباعي.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأستاذ خالد علي الاعيسر وزير الثقافة والإعلام، إن استعادة مدينة سنجة تمت بفضل الله وعزيمة الأبطال، مؤكدا أن لحظة تطبيق العدالة والمحاسبة قادمة، وأضاف ان العدالة والمحاسبة ستطال كل من ساهم في هذه الجرائم، وانه سيتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم.
وقال إن عزم الشعب السوداني وإرادته في مواجهة التحديات والمحن يعكسان قوة وصمود الشعب وأجهزته العسكرية والأمنية التي لا تعرف الانكسار. مضيفا إن الثقة التي يتمتع بها السودانيون في قواتهم المسلحة والمخابرات والقوات النظامية الأخرى، بالإضافة إلى القوات المشتركة والمستنفرين ستظل ثابتة وراسخة رغم حجم الاستهداف الداخلي والخارجي. وهي ثقة دليل على وحدة الهدف ووضوح الرؤية وتماسك الإرادة الوطنية. وقال الاعيسر إن هذا الصمود المستمر يؤكد أن الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق المزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول أطراف متورطة.
وقال المدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضّل، إن تحرير مدينة سنجة، تأكيد على نجاعة خطط العمليات العسكرية الميدانية والنوعية التي قادتها الأجهزة المعنية لتطهير ولايتي النيل الأزرق وسنار من “مليشيا الدعم السريع”.
ووصل رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان يوم امس إلى مدينة سنجة ، وأعلن سيادته عن تحرير مدينة سنجة من دنس التمرد وعودتها لحضن الوطن، من قبضة المليشيا الإرهابية المتمردة ، واستعادة قيادة الفرقة ١٧ مشاة ، كما وقف سيادته على سير العمليات في محور سنار.
وقال الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي عبدالله كرامة إن تحرير مدينة سنجة سيساهم في فك الحصار على النيل الأزرق بعد تنظيف جيوب المليشيا بابوحجار ، كما سيسهم في انسياب الحركة التجارية من الغرب إلى الشرق عبر تندلتي،كوستي سنار ،القضارف ، مع انتعاش تلك المناطق اقتصاديا .
ويرى عبدالله كرامة إن الاهمية الاستراتيجية والعسكرية للمدينة تتمثل في تامين ظهر القوات المسلحة لانطلاق عملياتها العسكرية لتحرير مدينة مدني .