تمكنت الفتاة السودانية ثقة حامد من التغلب على التحديات الناتجة عن الحرب والنزوح، حيث استطاعت أن تعيل أسرتها في مدينة القضارف بشرق السودان من خلال صناعة المعجنات. تأتي هذه الجهود في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها النازحون السودانيون بسبب النزاع المستمر منذ أكثر من عامين ونصف.
في حديثها مع الجزيرة مباشر، أوضحت ثقة، التي انتقلت من العاصمة الخرطوم إلى القضارف، أنها وعائلتها عانوا كثيرًا خلال فترة إقامتهم في مركز الإيواء. وأشارت إلى أنها أكبر أفراد أسرتها، وأن والدها لا يستطيع مساعدتهم لأنه لا يزال في الخرطوم، مما دفعها لاستغلال موهبتها في صناعة المعجنات لتوفير لقمة العيش.
تعكس قصة ثقة حامد روح الصمود والإبداع لدى الشباب السوداني في مواجهة الأزمات. ورغم الظروف القاسية، تواصل الفتاة العمل بجد لتأمين مستقبل أفضل لعائلتها، مما يبرز أهمية الدعم المجتمعي والفرص المتاحة للنازحين في مثل هذه الأوقات الصعبة.
أفادت الشابة “ثقة” بأن هناك شخصاً خيراً قد دعمها في تطوير موهبتها في صناعة المعجنات والمخبوزات، حيث تبرع لها بفرن وأنبوبة غاز ومستلزمات أخرى، مما ساعدها بشكل كبير في تسهيل عملية إنتاج وبيع منتجاتها.
وفيما يتعلق بتأثير الحرب على حياتها، أوضحت الفتاة الجامعية أن الظروف الصعبة التي نتجت عن النزاع قد أثرت سلباً على مسيرتها الدراسية، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من التقدم للامتحانات بسبب نقص المال.
كما ذكرت أن زملاءها في الدراسة قد تجاوزوها في التحصيل العلمي، مما دفعها إلى العمل في صناعة المعجنات لتأمين مصروفها اليومي. ووفقاً لمنظمة الهجرة الدولية، فإن عدد الفارين من النزاع في السودان قد تجاوز 14.5 مليون شخص، منهم حوالي 11 مليوناً داخل البلاد.